مسرح العمليات العسكرية بين التكتيك والإستراتيجيا

 *❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗* 

*الكاتب السيد محمد الحسيني - البقاع.*
 
أبدأ بالسؤال : 
"لنفترض أن الولايات المتحدة قررت مهاجمة العراق بطائرة شبح جديدة لم تستخدمها من قبل وتسطيع  تفادي جميع الرادارات؟ هل  كان الهجوم ناجحا ؟ هل كانت العملية  استراتيجية؟"
الكثيرون كانوا ليجيبوا  "نعم ، لقد حققت هدفها". لكن الإجابة الصحيحة  "كلا ". 
لماذا؟ 
"لأن خصومك يعرفون الآن قدراتك وهي مسألة وقت قبل أن يجدوا طرقا للتغلب عليك . إذا كان من الممكن تنفيذ هذا الهجوم بالأسلحة التقليدية ، فمن الأفضل الاحتفاظ بأفضل أسلحتك حتى تحتاج إليها،لأن  استخدام الأفضل بدايةً يخلق عيبًا  ". 
 إن حجم الهجوم الإيراني، وتنوع المواقع التي استهدفتها، والأسلحة التي استخدمتها، أجبرت إسرائيل على الكشف عن غالبية التقنيات المضادة للصواريخ في الولايات المتحدة وحلف الناتو ، مما أثار إعجاب القادة الروس في تعليقهم على مسرح العمليات .
لم يستخدم الإيرانيون أية أسلحة لم تكن إسرائيل تعلم أنها تمتلكها، بل استخدمت الكثير منها فقط. لكن من المرجح أن الإيرانيين أصبح لديهم الآن خريطة كاملة تقريباً لما يبدو عليه نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، فضلاً عن الأماكن التي توجد بها منشآت أمريكية في الأردن والخليج. كما أنها تعرف كم من الوقت يستغرق إعدادهم، وكيف يستجيب المجتمع الإسرائيلي عند أيةحرب إقليمية ، وهذا يشكل تكلفة  استراتيجية باهظة بالنسبة لإسرائيل، في حين تتعرض الأنظمة العربية الآن لانتقادات شديدة من شعوبها، وخاصة النظام الملكي الأردني، لأنها لم تفعل أي شيء لحماية سكان غزة لكنها  بذلت قصارى جهدها لحماية إسرائيل.
ومن الأهمية بمكان أن تتمكن إيران الآن من إجراء هندسة عكسية لجميع المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من هذا الهجوم لجعله هجوم أكثر فتكًا ذا مصداقية. بينما سيتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل إعادة التصميم بعيدًا عن نموذجهما الحالي الذي تم اختراقه. وبالتالي فإن نجاحهما في وقف هذا الهجوم المخطط له لا يزال مكلفًا للغاية.
علاوة على ذلك، مع التهديد بحرب إقليمية لا ترغب الولايات المتحدة ولا الأنظمة العربية حصولها ، فمن المرجح أن تتزايد ضغوطها على إسرائيل للتراجع، مما يجعل وقف إطلاق النار أكثر جدوى.
وأي شخص يفترض أن هذا مجرد عرض مسرحي، فهو يفتقد سياق كيفية تقييم الجيوش للاستراتيجية مقابل التكتيكات. يعد المسرح عاملاً مهمًا، لكن جمع المعلومات الاستخبارية عن موقف "العدو" أكثر قيمة، خاصة إذا كان المرء يعتقد أنهم في حرب استنزاف طويلة.

نتنياهو وحكومة إسرائيل يفضلان حرباً سريعة وساخنة وعاجلة تمكنهم من جرِّ أمريكا إليها، بينما يفضل الإيرانيون حرب استنزاف أطول تحرم إسرائيل من قدرات الردع وتجعل منها عبئًا على العرب و على الولايات المتحدة، وهو أمر مكلف للغاية.
أخيرًا، لن يتحقق السلام في المنطقة إلا  بدعم النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والكرامة.
ولن يكون هناك سلام مستدام ممكن ما دام الفلسطينيون يعيشون في ظل نظام فصل عنصري قمعي.
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya